إذا اختفى النحل من على سطح الأرض فقد لا يعيش الإنسان - Coach Zahrah

الجمعة، 10 نوفمبر 2017

إذا اختفى النحل من على سطح الأرض فقد لا يعيش الإنسان




3 منتجات النحل وفوائدها

النحل كائنات مدهشة وهامة للغاية للحياة على الأرض نظرًا لدوره الأساسي في تلقيح النباتات. وكثيرًا ما نُقل على لسان ألبرت أينشتاين أنه " إذا اختفى النحل من على سطح الأرض فقد لا يعيش الإنسان أكثر من أربع سنوات." في الآونة الأخيرة، كان هناك انخفاضًا في عدد النحل في أمريكا الشمالية بسبب ظاهرة تُعرف باضطراب انهيار مستعمرات النحل (CCD). هناك الكثير من العوامل المقترح تسببها في CCD إلى جانب المبيدات الحشرية والأسباب المرضية وتربية النحل ولكن لم يتم العثور على إثبات كافٍ بحيث يُقترح تسبب أحد تلك العوامل منفردًا في حدوث الظاهرة.
بالإضافة إلى دوره في التلقيح، يوفّر لنا النحل منتجات غذائية مدهشة. ليس فقط العسل حلو المذاق ولكن أيضًا الفوائد الصحية الهائلة التي تقدمها لنا حبوب اللقاح والبروبوليس (العكبر) والغذاء الملكي. على مر التاريخ، كانت منتجات النحل ذات قيمة عالية في صناعة المنتجات الطبيعية ولكن يبدو أن العديد من تجار التجزئة قد نسوا قيمة هذه الأطعمة لتحسين الصحة. وفيما يلي وصف موجز لتلك المنتجات:
  • لقاح النحل  يأتي من الأمشاج الذكرية في النباتات الزهرية. وأثناء تنقّل النحل من زهرة إلى زهرة تقوم بإخصاب الأمشاج الأنثوية. يساعد النحل في إنتاج أكثر من 80% من محاصيل الحبوب والفواكه والخضروات والبقوليات في العالم. يتم جمع حبوب اللقاح وإحضارها إلى الخلية حيث يضيف لها النحل الإنزيمات والرحيق. ينبغي أن تعرف أن ملعقة صغيرة من لقاح النحل تحتاج أن تعمل نحلة واحدة لثماني ساعات يوميًا لمدة شهر لجمعها.
  • البروبوليس هو المادة الصمغية التي يجمعها النحل من براعم الأوراق ولحاء الأشجار وخاصة أشجار الحور والأشجار الصنوبرية. يستخدم النحل البروبوليس إلى جانب شمع العسل لبناء خليته. البروبوليس له أنشطة مضادة للميكروبات تساعد في حماية الخلية من الفيروسات والبكتيريا والكائنات الحية الأخرى.
  • الغذاء الملكي عبارة عن مادة لبنية سميكة تنتجها شغّالات النحل لإطعام ملكة النحل. حيث تخلط الشغّالات العسل بحبوب اللقاح باستخدام إنزيمات تُفرزها من الغدد البلعومية لإنتاج الغذاء الملكي. يُعتقد أن الغذاء الملكي مكمل غذائي مفيد بسبب ما تتميز به ملكة النحل من حجم فائق وقوة وطاقة وطول عمر مقارنة بغيرها من النحل.      

التاريخ والاستخدام الشعبي

استخدام منتجات النحل لأغراض طبية قديم كتربية النحل نفسها. حيث تذكر النصوص الصينية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 2000 عامًا العديد من منتجات النحل. كما كتب عنها أيضًا أبقراط. وقد كان عسل النحل يُقدّر للغاية في العصور الرومانية فكثيرًا ما كان يُستخدّم بدلًا من الذهب لدفع الضرائب.
كان البروبوليس هو الأعلى قيمة ضمن منتجات النحل في الاستخدام كمادة علاجية. فقد نصح أبقراط باستخدامه لعلاج القروح إلى جانب القرحات الخارجية والداخلية. كما تم تصوير النحل صانِع البروبوليس على آنية من مصر القديمة حيث كان رمز النحل يُنسَج مع ألقاب الملوك ويُستخدّم كشكل أساسي للزخارف الممنوحة كمكافآت على الشجاعة. فقد كان المصريون القدماء يرون النحل والبروبوليس كمصدر للصحة والحياة الأبدية. في القرن السابع عشر، أصبح البروبوليس مكوّنًا رئيسيًا لمراهِم المُعالجة في دستور الأدوية الأوروبي.

الفوائد الغذائية

غالبًا ما يُشار إلى لقاح النحل بأنه "غذاء الطبيعة الأكثر مثالية." وهو غني بشكل خاص بالبروتين (عادة ما يحتوي على 35-40% من البروتين) وهو بروتين كامل أي أنه يحتوي على الأحماض الأمينية الثمانية الأساسية. في الواقع، فإن لقاح النحل غني بالبروتين أكثر من أي مصدر حيواني وتكون حوالي نصف البروتينات به على هيئة أحماض أمينية جاهزة ليستخدمها الجسم فورًا. كما يُقدّم لقاح النحل مستويات ملحوظة من فيتامين ب وج والكاروتين والمعادن والحمض النووي DNA والحمض النووي الريبوزي RNA والعديد من جزيئات الفلافونويد والهرمونات النباتية.
يحتوي البروبوليس و الغذاء الملكي على صفات غذائية مشابهة للقاح ولكن مع مستويات أعلى من مركبات مختلفة نشطة حيويًا. يحتوي الغذاء الملكي على حوالي 12% من البروتين و 5% إلى 6% من الدهون  و12% إلى 15% من الكربوهيدرات.

البحث العلمي

على الرغم من أن الفوائد الصحية لمنتجات النحل منتشرة للغاية فلم يتم بحثها بالقدر الكافي. حيث يوجد بعض التداخل في استخدامات حبوب اللقاح والبروبوليس والغذاء الملكي لتحسين الصحة.
التطبيقات السريرية لمنتجات النحل
لقاح النحل
  • الحساسية
  • دعم مضادات الأكسدة
  • تعزيز الطاقة
  • أعراض انقطاع الطمث
  • دعم العلاج الكيميائي والإشعاعي
بروبوليس
  • نزلات البرد
  • عدوى الجهاز الهضمي
  • تعزيز المناعة
  • علاج موضعي مضاد للالتهابات
  • عدوى الجهاز التنفسي العلوي
  • التهاب المهبل
الغذاء الملكي
  • ارتفاع مستويات الكوليسترول
  • تعزيز الطاقة

لقاح النحل

لم تُجرَ سوى أبحاث قليلة على لقاح النحل بسبب نقص العائد المادي لمثل هذه الاستثمارات على الأرجح. أما الأبحاث الموجودة بالفعل فهي محدودة ولكن مثيرة للإعجاب. فعل سبيل المثال، تظهر الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن استخدام اللقاح يمكنه تعزيز النمو والتطور وتحسين نوعية السائل المنوي وزيادة نسبة الخصوبة والحماية من الجذور الحرة وأضرار الأكسدة والحماية من آثار الإشعاع الضارة وكذلك من التعرض السام للمذيبات الكيميائية.
في دراسة على الإنسان، ظهر دور مستخلص اللقاح في تحسين أعراض انقطاع الطمث (الصداع، سلس البول، جفاف المهبل، قلة الحيوية) بشكل ملحوظ في دراسات مزدوجة التعمية. فقد تسبّب مستخلص اللقاح في تلك التحسينات بالرغم من عدم احتوائه على الاستروجين وهذا اعتبار هام لمن لا يمكنها تناول أي نوع من الاستروجين.

البروبوليس

لطالما كان الاستخدام الرئيسي للبروبوليس في تعزيز الجهاز المناعي ومقاومة الالتهابات. يتميز البروبوليس بنشاط طبيعي مضاد للميكروبات بحيث يحمي خلية النحل من الفيروسات والبكتيريا والكائنات الأخرى. وقد أظهر البروبوليس نشاطًا فائقًا مضادًا للميكروبات في الدراسات المختبرية. كما يحفّز البروبوليس أيضًا الجهاز المناعي  وفقًا للدراسات الأولية على الإنسان. كما أظهرت الدراسات المختبرية والدراسات على الحيوانات احتواء البروبوليس على بعض الخصائص مضادة الأكسدة والخصائص اللازمة لصحة الكبد والخصائص المضادة للالتهابات والمضادة للسرطان.
يعد استخدام البروبوليس لعلاج نزلات البرد وتقصير مدتها أحد الاستخدامات الرئيسية له. حيث أفادت دراسة إنسانية أولية بأن مستخلص البروبوليس يقلل من التهابات الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال. ففي دراسة مزدوجة التعمية أجريت على 50 مصابًا بنزلات البرد، تعافت المجموعة التي تناولت مستخلص البروبوليس من الأعراض بشكل أسرع من مجموعة الدواء الوهمي.
بناءًا على بعض الدراسات الأولية، قد تساعد الخواص مضادة البكتيريا للبروبوليس أيضًا في الحماية من العدوى الطفيلية في الجهاز الهضمي وعدوى الخميرة المهبلية.

الغذاء الملكي

أظهرت بعض الأبحاث على الغذاء الملكي تأثيره الخافِض للكوليسترول. فعلى وجه التحديد، تم نشر 11 دراسة على الإنسان منها ثماني دراسات مزدوجة التعمية. من بين الدراسات الثمانية مزدوجة التعمية، استخدمت أربع دراسات مستحضرات عن طريق الفم بينما استخدمت الدراسات الأربعة الأخرى مركبات عن طريق الحقن. على الرغم من أوجه القصور في تصميم الدراسات وعدم توحيد المستحضرات التجارية المستخدّمة، تشير نتائج التحليل المفصّل للدراسات مزدوجة التعمية أنه في حالة المستحضرات عن طريق الفم يمكن للغذاء الملكي خفض مستويات الكولسترول الكلية بنسبة 14% لدى المرضى المصابين بارتفاع  معتدل أو حاد في مستويات الكولسترول في الدم ( تتراوح النسب الأولية ما بين 210 إلى 325 ميلي غرام لكل ديسيلتر). ويمكن ملاحظة نتائج أفضل بكثير عند استخدام منتجات الغذاء الملكي الأعلى جودة.

الجرعات الموصى بها

  • لقاح النحل: عادة من ملعقة إلى 3 ملاعق كبيرة يوميًا
  • بروبوليس: 100 إلى 500 ملغ ثلاث مرات يوميًا
  • الغذاء الملكي: 50 إلى 250 ملغ من الغذاء الملكي مرة إلى مرتين يوميًا

الآثار الجانبية

الحساسية هي أكثر الآثار الجانبية الشائعة لمنتجات النحل. لذا ينبغي تجنب استخدام منتجات النحل إذا كانت لديك حساسية من أشجار الحور والأشجار الصنوبرية. قد تتفاوت الآثار التحسسية من خفيفة (مثل اضطراب خفيف بالجهاز الهضمي) إلى شديدة (مثل الربو، صدمة تحسسية، نزيف الأمعاء بل قد تصل إلى وفاة الأشخاص شديدي الحساسية من منتجات النحل). لا يُوجد أية تفاعلات دوائية معروفة.

ليست هناك تعليقات: